زيارة الاربعين، التي تعتبر ظاهرة معجزة، في عالم اليوم الغارق في الماديات، والمنكوب بالانحلال والشذوذ، تم تناولها من مختلف الابعاد، من قبل المراقبين، وخاصة بعد الكرم العراقي الذي تجاوز كل كرم، ولكن هناك بعد لهذه الزيارة، وان كان قد تم تناوله من البعض، الا انه لم يوف حقه، وخاصة حق الجهات التي كانت تقف وراءه .
هذا البعد الذي نقصده هو البعد الامني، وهو البعد الذي سهل توافد اكثر من 22 مليون زائر من داخل العراق وخارجه، الى كربلاء ، قاطعين مئات الكيلومترات، من جنوب وشمال وغرب وشرق العراق صوب كربلاء، دون ان يسجل ولا خرق امني واحد، فالكل كان يشعر بالامن والامان وهم في طريقهم الى مرقد الامام الحسين عليه السلام.
رغم ان الحاقدين والموتورين والطائفيين، شككوا في عدد الزائرين، الا ان مؤسسة فاير أوبزرفر الإعلامية الدولية، دعت إلى إدراج زيارة أربعينية استشهاد الإمام الحسين عليه السلام ضمن موسوعة غينيس للأرقام القياسية، لما أظهرته من نشاطات وفعاليات غير مسبوقة في أي حدث آخر على مستوى العالم.
كان واضحا ان هناك رجالا اشداء، هم صنعوا ملحمة الامن التي تجلت بكل وضوح خلال زيارة الاربعين، رغم كل المتربصين باتباع اهل البيت عليهم السلام، من التكفيريين والحاقدين، فهؤلاء الرجال ظلت عيونهم مفتوحة، حتى عودة اخر زائر الى محافظته وبلده، وهذا ما اكد عليه نائب قائد العمليات المشتركة الفريق أول الركن قيس المحمداوي، في المؤتمر الصحفي المشترك الذي عقد في محافظة كربلاء المقدسة، بعد انتهاء مراسم الزيارة الأربعينية، حيث قال إن جميع القطعات اشتركت في خطة تأمين الزيارة، دون استثناء.. وان الخطة الأمنية ستستمر حتى مغادرة آخر زائر من كربلاء المقدسة.
الجيش والشرطة الاتحادية والاجهزة والقوات الامنية والحشد الشعبي، كلهم ساهموا في صناعة ملحمة أمن زيارة الاربعين، فلم يخلو طريق مهما كان فرعيا، من مراقبة عيون هؤلاء الرجال، وهي طرق كان يسلكوها النساء والاطفال، دون ادنى خوف او قلق، لعلمهم ان هناك رجالا تحرسهم، من الارض ومن الجو.
لا يمكن درك حجم الجهد الامني الضخم الذي بذلته السلطات العراقية، ما لم ندرك حجم الزيارة و عدد الزائرين، وخريطة تنقلهم ووصولهم الى كربلاء، فهذا الجهد يتم التعتيم عليه في وسائل الاعلام العالمية، كما عتمت على الزيارة نفسها، فإي اشارة من وسائل الاعلام هذه الى نجاح القوات الامنية والجيش والحشد والشرطة، في توفير الامن ل22 مليون زائر على مدى اكثر من 20 يوما، دون اي خرق امني، سيكشف زيف مزاعم اعداء العراق، بشأن الامن في العراق، وبشأن تشكيكهم بقدرة العراقيين على ادارة شؤونهم بانفسهم.
ليس العراقيون فقط، بل كل الذين جاؤوا من خارج العراق، عليهم ان يوجهوا التحية، للرجال الذين سهروا على راحتهم، ومنعوا الايادي الحاقدة والمجرمة ان تمتد اليهم، فاذا كانت ظاهرة زيارة الاربعين معجزة، فانها ايضا معجزة في بعدها الامني، فتحية اكبار واجلال للرجال المجهولين لنا، والمعروفين لدى ائمة اهل البيت عليهم السلام، لانهم خدام الحسين عليه السلام، ورسموا مع باقي خدام الحسين عليه السلام، اجمل لوحة انسانية في الايثار ونكران الذات والتضحية والكرم، يمكن ان يرسمها شعب من الشعوب.
LINK: https://www.ansarpress.com/english/26929
TAGS: